نظرتي لإعاقتي
مجموعة مقالات كتبتها حول نظرتي الشخصية للإعاقة، لعلها تفيد إخواني من ذوي الهمم
هل أنا معاق؟
يرفض الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة وحتى الأسوياء مصطلح "المعاق"، معللا رفضه بأن الإعاقة ليست في الجسم، إنما في العقل والإرادة وغير ذلك.أمّا عن نفسي فلا أجد ما يمنع من وصفي بالمعاق، لأنني فعلا معاق عن ممارسة بعض النشاطات الحركية بصفة طبيعية،
معاق عن صعود أو نزول سلم بدون مساعدة الغير،
معاق عن خوض مغامرات ممتعة في الجبال والأدغال مع الأصدقاء،
معاق عن ركوب الحافلة بالكرسي المتحرك،
معاق عن ممارسة وظائف معيّنة لا تناسب فئتي.
معاق عن تجاوز 10 سم من ارتفاع رصيف.
معاق عن تغيير مصباح غرفتي!
إذن؛
نعم أنا معاق، هذا هو الواقع، فلماذا أنكر ذلك؟
والحمد لله على كل حال، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
وفي المقابل، لست معاقا في كثير من مجالات الحياة، وهذا من نعم الله عليّ، إذ حرمني من شيء وأكرمني بنعم لا تحصى، منع بحكمته، ومنح برحمته، فله الحمد أولا وآخرا.
وقد وصف الله عز وجل الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم بالأعمى في مقام عتاب نبيه صلى الله عليه وسلم فيه، إذ قال:{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ (١) أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ (٢) وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ (٣) }
[سُورَةُ عَبَسَ: ١-٣].
وقال عز وجل في كتابه: { لَّیۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِیضِ حَرَجࣱۗ وَمَن یُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ یُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۖ وَمَن یَتَوَلَّ یُعَذِّبۡهُ عَذَابًا أَلِیمࣰا }
[سُورَةُ الفَتۡحِ: ١٧]
فلا أجد حرجا من وصفي بالمعاق، لكن بشرط أن يكون ذلك على سبيل الإخبار ووصف الحال، لا على سبيل الانتقاص والازدراء والتعيير كما يفعل معاقو العقول.
والله المستعان